كادت قمر ان تسقط ارضا عندما سمعت صوت غيث القوى وهو يتسائل عما يحدث بالاسفل وهي بين احضان حازم اللعين…هبط غيث الي الاسفل وكانت خطواته علي الدرج يخفق معها قلب قمر فقد كانت خطواته متوازنه مع دقات قلبها…ظل تتنفس سريعا خوفا منه ومن رؤيته لها وهي بهذه الحاله…وبالرغم من انها كانت ستذهب لقول الحقيقه له الا انها علمت الان انه ليس فائده من الحقيقه بسبب نظراته المتهمه لها…توجه غيث نحوها وجذبها من خصرها بتملك واضح امام غصون وحازم وهو يتحدث بصوت رزين وقوى قائلا

=حمد الله علي سلامتك يا حازم…انت كنت بتعمل ايه في قمر…هي الست خالتك المحترمه ما قالتش ليك ان قمر بقت مدام قمر غيث الشريف؟
اضطربت قمر وحاولت انقاذ الموقف فردت بدلا عن والداتها التي تكاد ان تقول له ان حازم فعلها عن قصد..فردت بارتباك وقالت
=لاااا…هو ميعرفش…ده حتي راح علي البيت عند خالتي الاول…ولما ما لقاها…فكر انها قاعده معانا هنا…علشان كده جه وسأل عليها.
ضمها اليه اكثر وضغط علي خصرها بقوة ليعلمها انها تكذب عليه وهو ينظر الي غصون بمكر قائلا
=انا حطيت امك في دار رعايه…لما حضرتك مسألتش عنها…وضيعت اللي وراهم واللي قدامهم…وخالتك يا حرام كل يوم بتبات معاها هناك…
قمر باندهاش لانها تعلم جيدا ان من وضع خالتها بدار الرعايه هي غصون فردت بتوتر وقالت
=ماما هي اللي حطتها في دار الرعايه…مش كده يا ماما…حضرتك بتأخدي من حسابي في البنك كل اول شهر…علشان تجدديلها الاقامه.
ربت غيث علي ظهرها بحنان وهو يبتسم لغصون بسخريه لانها استطاع فضحها امام بنتها قائلا بمكر
=مامتك ماكنتش بتاخد الفلوس لدار الرعايه يا قمر…كانت بتأخد الفلوس للبيوتي سنتر ودار الازياء واللوازم الشخصيه…ولولا انا كان زمان خالتك في الشارع.
ارتفعت انظار قمر تنظر الي غصون باشمئزاز قائله
=حتي اختك يا ماما مبقتش تهمك…تعرفي انا كنت ببقا مبسوطه اوى وانتي بتعملي كده مع خالتي…وقلت علشان هي اختك…ومش مهم تعاملك معانا.
اخفض ذراعيها ليمسكها من يدها الرقيقه امامهم ليشبك اصابعه معها قائلا
=اللي ملوش خير في اهله…ملوش خير في حد يا قمر…واديكي شايفه بعينك …انا مكنتش حابب اعرفك…بس لما الاقي دماغ الست والداتك راحه في حته غلط لازم اوضح جزء من عيوبها.
تنحنح حازم بحرج قائلا
=واللي انت دفعته انا هرجعهولك علي داير مليم…وبعدين انا راجع لما خالتي قالتلي انك مش ناوى تدفع لدار الرعايه المرة الجايه……
ردت غصون بغضب قائله
=بيتهيألي يا غيث بيه ان ده موضوع شخصي…وانت ملكش فيه…وفلوس بناتي هي فلوسي…وان شا الله اولع فيها…وبناتي راضيين بكده.
ابتسم بسخريه قائلا
=بناتك!…دلوقتي بقوا بناتك…اللي كنتي عايزة تبعيهم في سبيل انك توصلي لهدفك…عموما هما حاليا مش بناتك…قمر مراتي…وهمس يمكن تكون تبعك حتي بعد ما تتجوز سي شادي.
هبط غالب اليهم فصمت الكل ثم نظر الي غيث وقمر نظرة متفحصه وهو يمتلكها تحت ذراعه فابتسم بانتصار خاصه عندما وجد حازم فعلم انه الذي سوف يشعل الشرارة في قلب غيث ليرضخ لحب قمر فمد يده ليرحب بحازم مما جعل غصون تشعر بالسعاده لانها وصلت لمبتغاها خاصه بعد ان سمعت غالب يرحب بيه بحفاوة قائلا
=اهلا يا حازم يا ابني…نورت قصر الشريف…اعمل حسابك انت هتفضل عندنا هنا لغايه ما والدتك تخف…انت متعرفش انا بعز والداتك قد ايه.
نظر اليه غيث بغيظ لترحبيه بحازم وايضا طلبه لان يبقي معهم لفترة طويله ففهم غيث ان غالب يحاول ان يتدخل في علاقاته بقمر مرة اخرى فتحدث بتهكم قائلا
=مستحيل يقعد هنا في القصر يوم واحد…والا ساعتها شادي هيهد القصر فوق دماغكم كلكم…وانا كمان هأخد مراتي وهمشي من هنا…
ابتسم حازم بخبث وقال ببراءة مصطنعه
=ليه انا عملتلكم ايه…انا مشفتش بنات خالتي من زمان…وعلشان كده اول اما شفت قمر حضنتها…احنا متعودين علي كده…وبعدين انا عارف ان همس مخطوبه لشادي.
ضحكت غصون ضحكه رنانه لتلفت انتبااه غيث ان حازم كيف له ان يعلم بخظوبه همس ولا يعلم بزواج قمر فأضافت بخبث قائله
=يعني انت عارف كل حاجه عننا اهو…اومال ليه يا قمر قلتي انه ميعرفش انك اتجوزتي غيث…خبيتي علي حازم ليه…كنتي اكتبيله جواب.
ابتسم غيث بسخريه وقال
=انا عارف اني مراتي حبيبتي قصدت تقول ان حازم ميعرفش…علشان خافت عليه مني لاضربه علقه زى زمان …وهو عارف اني طبعي حامي.
قمر بارتباك قائله
=لااا انا مخفتش عليه…انا خفت عليك انت…لاني عارفه انك مش هتسكت لما تشوفه بيعمل عمله زى دي معايا…بس والله غصبن عني.
ارتفعت نبرة صوته ليهتف بغضب قائلا
=قمر…انا مش محتاج تبرير منك…انا عارف كويس ان الست اللي شالت اسمي…استحاله تخوني ولا تخوني ثقتي فيها…وعارف انك مش زى غيرك.
تنهدت قمر براحه وقالت
=انا كنت طالعه علشان عايزة اقولك حاجه مهمه…بس الظاهر معدش ليها قيمه دلوقتي…ان نزلت وشفت بنفسك الموقف…انا بس خايفه علي همس.
ابتسم بسخريه قائلا
=انا بقا مش خايف عليها…عارفه ليه لان همس قويه…وعارفه هي بتعمل ايه كويس…مش ضعيفه ومنكسرة زى ناس…ولا ايه يا قمر…
ابتسم حازم بمكر لانه علم ان ضعف قمر سيساعده في الوصول لهدفه فاردف قائلا
=طب تمام…اظن قعادي هنا مش هيضايق حضرتك في حاجه…انت عارف امي باعت البيت قبل ما تدخل دار الرعايه…وحضرتك قلت بنفسك ان همس ميتخافش عليها.
تحدثت غصون بدهاء قائله
=خلاص بقا يا غيث…انت هتذل الواد…,بعدين جدك حكم بكده…مينفعش تكسر كلامه…وبعدين حازم عمره ما بص لقمر الا علي انها اخته.
ابتسم غيث بسخريه قائلا
=صح انتي صح…في دي اشهد بالحق…عمره ما بص لقمر…واكيد برضه قمر زى ما كانت مابتسألش عليا ولا تبعتلي جواب…اكيد عمرها ما بعتتله صح ولا ايه.
نظر اليهم غالب قائلا بمكر
=جوابات ايه وبتاع ايه اللي انتو بتتكلموا عليها…قمر طول عمرها كاتمه في قلبها وساكته…ولو عايزة تكتب جواب اكيد مش هتكتبه لحازم.
ابتسم غيث بثقه قائلا
=كان من باب اولي كانت كتبتلي كلمتين…وهي عارفه قد ايه كنت مظلوم…لكن قمر مش بتاعت الكلام ده…..قمر بتحصر نفسها في دايرة الحزن…يالا علي خيرة الله…نورت يا حازم…انا هفطر يا جدي …وياريت تستني لان عندي ضيفه انا كمان حابب اعرفك عليها.
تذكرت قمر امر خلود وتيقنت انها هي التي اخفت امر الخطابات عن غيث لانه من الواضح انه لا يعلم عنها شئ …ودت قمر ان تصارحه وتفضحها…ولكنها علمت انه تصريح منها لحبه وهي تخشي عليه ان يعلم بحبها ويندم بعد معاشراتها.

كل هذا الاحداث كانت تحت أنظار همس التي وقفت تتلصص ما يحدث بالأسفل وهي أعلي الدرج…وما ان رأت انتهاء ذلك المشهد حتي هرعت الي غرفه وديعه لتوقظها

=وديعه…اصحي يا خم النوم اصحي…مصيبه وجت فوق رأسي…أنا كنت عارفه ان سعادتي مش هتكمل…وأهو جه اللي هيطينها فوق دماغي.
تململت وديعه ببطء في فراشه واعتدلت قليلا وتتاوبت وحكت رأسها وهي تنظر لها بأعين ناعسه تقول
=الظاهر اني كنت غلطانه لما صالحتك…كنت مرتاحه من غلاستك كل يوم الصبح…مش عارفه أنام لا هنا ولا في بيتنا…أصلا مفيش مصيبه أكبر من مصيبه امبارح اللي خلتني أغلي طول الليل.
ربعت همس ذراعيها فوق صدرها وهتفت بحنق قائله
=قصدك خلود….طب انتي عارفه مين اللي ألعن من خلود..حازم ابن خالتي…لسه واصل من شويه…وجدو حكم انه يقعد في القصر معانا…أنا بقي أروح فين؟
انفرجت شفتي وديعه ببلاهه قائله
=نهارك أسود ومهبب…دي مصيبه فعلا…ده شادي ممكن يصور قتيل…وجدو عارف الواد ده كويس…ازاي يسيبه هنا في وسطنا…احنا لازم نتصرف.
زفرت همس بأنفاسها قائله
=ملهاش حل يا وديعه…ان مينفعش أسيب القصر علشان معنديش مكان تاني…ولو صمم شادي يأخدني عندكم…برضه مش هينفع علشان عم ضياء.
شردت وديعه بتفكيرها ثم قالت
=طب ايه رأيك …تيجي معايا العياده كل يوم…امسكي مثلا قسم الحسابات…وكده ولا كده بنرجع بليل خالص…نطلع علي أوضتنا…ويبقي كده خلاص ولا ايه؟
لمعت في رأس همس فكرة خبيثه تثبت لشادي أنها لم ترى حازم فقالت بلهفه
=قومي بسرعه يا وديعه …نروح العياده…قبل ما يحضروا الفطار
اندهشت وديعه لأمر همس ولكن أرادت اراحتها فارتدت ملابسها مسرعه وخرجوا من القصر دون أن يراهم أحدا…ذهبتا الي العياده الخاص بحمزة…وفتحوها قبل أن يأتي بها أحد.
جلست وديعه ووضعت يدها علي خديها تزفر بحنق قائله
=مكنتيش قادرة تستني لما نفطر…خرجتيني من القصر ولا الحراميه…مش فاهمه ليه…مكنتش أتوقع انك بالجبن ده…المفروض انك مش تخافي .
لوت همس شفتيها وقالت
=شوفي مين اللي بيتكلم…دي غيرة يا حبيبتي…عارفه ايه يعني الغيرة يا صغنن…ولا أفكرك وانتي كنتي عايزة تولعي في خلود امبارح؟
زفرت وديعه بحنق وقالت
=علي سيرة بقا الست خلود…احنا لازم نتصرف…البت دي جايه ناويه علي طلاق قمر…ولا شادي اللي عمر ما في بنت هزته…البت دي سحرتلهم…أنا اللي خايفه عليه حمزة…دول كانوا مع بعض في فرنسا.
ابتسمت همس بسخريه قائله
=دي بقا أنا مش شايله همها…لأني متأكده ان جدو هيرفض وجودها علشان قمر…ولو وافق احنا لازم نتصرف…ولازم قمر تقرب من غيث علشان الزفته دي تحل عنهم.
هتفت وديعه باستنكار قائله
=قمر مين اللي تقرب من غيث يا همس..انتي بتحلمي..عل الاقل أنا وانتي لما شفنا خلود جرينا نلحق حمزة وشادي..زانما هي كانت واقفه تتحسر…وتقوليلي تقرب.
ابتسمت همس بثقه وقالت
=هتقرب وهتشوفي يا وديعه…خلود هطلع عليها البلا الأزرق…وقمر هترفع الرايه البيضا وبسرعه كمان.

هنا جاء حمزة العياده ليجد بابها مفتوحا وغرفه وديعه مفتوحه أيضا ليدخل عليها مسرعا ليتفاجئ بوجود همس فينظر اليهم بخبث ومكر قائلا
=يا مراحب يا مراحب…ده أكيد اجتماع كليوباترا السابعه وشجرة الدرة…وأكيد الاجتماع علي الكوبرا…يا خوفي لتيجي تلسع غيركم تقوم لسعاكم.
تضايقت همس من تلميحاته وهتفت حانقه
=علي فكرة احنا محدش يقدر يلسعنا يا دكتور…المفروض تخاف علي الكوبرا مننا…لان احنا محدش قدنا…ومش هتيجي هي ولا غيرها تقف قدامنا,
هتفت وديعه ببلاهه قائله
=انتو بتتكلموا علي مين…كوبرا مين …وشجرة الدر مين وكليوباترا السابعه مين…هو حازم ابن خالتك يا همس طلع تاريخي وانا معرفش؟
تعالت ضحكات حمزة وقالت
=أحلي حاجه فيكي يا ديعا انك بتعترفي…حيث كده بقا يا ديعا…النهارده هتروحي بيتكم…معدش ليكي عيش في القصر..قال حازم قال…وربنا أنفخه.
نظرت همس اليهم وغمزت الي وديعه لتعلمها ألا تستمع اليه وان لحوارهم بقيه أخرى…وتركتهم ورحلت…حاول بعدها حمزة ملاطفه وديعه واستخراج منها الأسرار ولكن دون جدوى فتركته هي الأخرى ورحلت.
استيقظت ضحي من نومها وخرجت من غرفتها لتتفاجئ بنور ساطع من غرفه غيث القديمه المجاورة لها فعلمت علي الفور انه تشاجر مع قمر ونام في غرفته الليله الماضيه …وتأكدت انه علم بما حدث بين قمر وغصون وتشاجر مع قمر لهذا السبب…زفرت حانقه وعزمت امرها للدلوف اليه لتهدئته من ناحيه قمر وتفهمه ان قمر ليس لها ذنب بمشاكل قمر…دلفت الي الغرفه لتجد خلود واستغربت وجودها …وبعد ترحبيها لها قصت خلود عليها اسباب مجيئها الي هنا…وطلبت منها ان تكون في صفها طوال الامر حتي تنجح خطتها في اثارة غيرة قمر علي غيث…في البدايه ترددت ضحي …هي تحب خلود ولكنها تعلم جيدا ان قمر متيمه بغيث منذ طفولتها..ولكنها حاولت ان تنفي هذه الفكرة وتحالفت معها بالاخير ضد قمر…واخذتها وهبطوا الي الاسفل وهي محتضنه لها…مما اثارة غيرة قمر بالكامل…جلست ضحي وتحدثت بحب لخلود قائله
=بس والله يا خلود حته مفاجئه…عمرى ما كنت اتوقعها منك…بس انا زعلانه بقا بقالك شهر في مصر…ولسه جايه تفتكرينا بعد ما شقتكم باظت؟
ابتسمت خلود ورفعت حاجبها لاغاظه قمر ولا علامها انها بقلب ضحي فقالت

=والله يا ماما ضحي انا فاكراكم اوى…ونفسي اجيلكم من زمان بس محروجه…خصوصا اني زعلانه منكم لما سيبتوني ومشيتوا..زمان غير اي تبرير.
غالب بغيظ فهو يريد اثارة غيرة غيث علي قمر وليس العكس لانه قلبه دائما يحن علي قمر فهتف قائلا
=وهو حضرتك مين علشان يعيطوكي تبرير…غيث من زمان نفسوا ينزل مصر علشان يتجوز قمر…وما صدق اني اعطيته الامر ينزل.
خلود بخبث ومكر تنظر الي غالب الذي علمت من عينيه انه يخشي حزن حفيدته جيدا فتحدثت بثقه قائله

=طبعا حضرتك يا جدو طلباتك اوامر…بس انا كان من حقي اعرف…لاني كنت خطيبه غيث…وكنا خلاص بنجهز للزفاف…قمر مكنتش في مخططاته ابدااا.
اغتاظ غالب منها وهتف بحده قائلا
=قمر مش بس في مخططاته…دي ساكنه قلبه وعقله من زمان…وانتي كنتي مجرد مسكن…لما عرف انها هتتخطب لشادي…قام خطبك.
حاول يحيي تخفيف الحديث قائلا
=خلود ما تقصدش حاجه يا عمي…هي طبعا فاهمه ان غيث خطبها بعد ما يأس انك ترجعه هنا…وهي عارفه كويسه كمان ان غيث بيحب قمر.
نظر غيث الي جده بغيظ لانه يريد ان يحطم مخططه لاثارة خلود فهتف حانقا وقال
=هو انت ليه مضايق من وجود خلود …معلش دي مهما كان ضيفتي…وزى ما انا رضيت ان حازم يفضل هنا…لازم انت كمان ترضا ان خلود تفضل هنا.
تفاجئت ضحي من ذكر حازم اللعين ووجوده فهتفت بحده قائله
=بتقول ايه…حازم مين اللي هنا…مستحيل…انت عارف يا عمي وجوده هنا معناه ايه…لو انت مش خايف علي البنات احنا خايفين عليهم.
ارجع غالب ظهره الي الخلف ووضع ساق علي ساق يلف عصايته الابنوسيه قائلا بقسوة
=ضحي يا بنت اخويا…انتي مش هتخافي علي حفيداتي قدي…لو كل واحده فيهم جوزها ميقدرش يحميها…فانا موجود احميهم…وبعدين مش وجود حازم اللي يهزكم بالشكل ده.
وجد يحيي ان الامر يتفاقم من جديد خاصه بعد قسوة غالب مع ضحي ومحاوله رد ضحي عليه بتهجم فقاطعها يحيي بهدوء قائلا
=لا طبعا هيهزنا في ايه يا عمي…وبعدين اصلا محدش يقدر يقرب من بناتنا ده كان اجوازهم يقطعوه…ضحي انت عارف انها بتخاف بطبيعتها.
كانت همس تدلف القصر وعندما سمعت اسم حازم فصرخت صرخه مكتومه وخشت من وجودها خاصه بعد تعليمات شادي لها فذهبت اليهم تضرب الارض برجلها قائله
=ليه يا جدو سيبته يفضل معانا في نفس القصر…كنت اديله فلوس ويمشي يقعد في اي حته…والله انا خايفه ليحصل مشكله زى زمان…وساعتها بقا مش غيث اللي هيحميني شادي هيدخل وهتبقي مصيبه.
تبعتها قمر تهتف بحنق قائله
=يالا خلي المصايب تكمل…واللي حصل زمان يحصل تاني…واسمعي بقا الكبيرة يا همس الفلوس اللي كانت ماما بتأخدها مننا مكنتش لدار الرعايه كانت لنفسها وغيث هو اللي اتكفل بكل حاجه بدلها.
نظر غالب لقمر نظرة سخريه وقال
=علشان تبقي تصدقيني يا قمر لما قلتلك انا جوزتك غيث لانه راجل…يقدر يصونك ويتغاضي عن اخطاء الماضي علشانك…شفتي كلامي طلع صح ازاي؟
هبطت غصون اليهم وهي تتغنج قائله
=صح لسانك يا عمي…وانا امبارح اتأكدت بنفسي ان غيث اتغاضي عن اخطاء الماضي…وندمت اني كنت مش موافقه علي جوازهم…
نظرت قمر الي غيث بذهول وقطبت جبينها قائله
=ندمتي…ندمتي ازاي…اذا كان انا شفت كل حاجه بعيوني…ايه اللي خلاكي تغيرى رأيك كده…واوعي تقولي علشان اتكفل بخالتي…لان انتي مش بتهتمي بحد حتي اختك.
ضحي بسخريه قائله
=تهتم بحد…دي متبقاش غصون…انا عارفه ايه اللي خلي غصون تغير رأيها…معلش بقا اصل الدرع الواقي اتخلي عنها…فقالت تبقا في الصف الكسبان احسن.
قمر بذهول
=الصف الكسبان…ماما انتي لغايه مشكله امبارح …كنتي بتلعني في غيث…وبتلعني اليوم اللي انا اتجوزته فيه…وهددتنيني وهددتي طنط ضحي.
وضعت غصون يدها في خصرها قائله
=انا …محصلش…انتي دايما كده يا قمر بتظني السوء في مامتك حبيبتك…كل ما في الامر ان كلامك انتي وهمس ضايقني…فطلع مني كلام غضب وخلاص.
وضعت قمر يدها علي راسها تصرخ بغضب قائله
=بس بقا …كفايه حرام عليكي…انتي ايه شيطان…انتي ازاي بتقدرى تتحولي بالشكل ده…انتي بتخططي لايه جديد…وكله هيجي في الاخر فوق دماغي
الكل حاول استماله قمر لاحضانه لتهدئتها حيث تحولت حالتها الي هستيريا الي ان قرع جرس باب القصر ودلفت ساميه لتركض اليها وتزيحهم جميعا من فوقها وهي تضربهم حتي لا يقتربوا منها ولكنها ما ان وجدت ساميه حتي ارتمت في احضانها فرفعتها ساميه واحتضنتها بشده وربتت علي ظهرها بحنان قائله
=اششش…بسسسس اهدي يا حبيبتي…اهدي يا قمر…خلاص انا جيت يا قلب امك…محدش هيقدر يقربلك بعد ما انا جيت…والله يا قمر انا نفسي اخدك وابعدك عن المحيط ده كله بس مش بايدي يا حبيبتي.
توجهت اليها ضحي تتحسس خصلات شعرها وتجمعها وترفعهم لاعلي لتزيل حبات العرق من علي عنق قمر قائله برقه
=واحنا روحنا فين يا ساميه…ما انا موجوده اهو وزى امها…انا اسفه يا قمر…واضح ان العيار تقل النهارده زياده عن اللزوم…حقك عليا يا بنتي.
استفهمت ساميه من ضحي عما حدث فقالت
=هو اللي حصل لده كله…هو انا مش مفهماكي يا ضحي من قبل ما غيث يتجوز قمر وانا قايلالك حاله قمر ازاي…ليه وصلتوها كلكم للحاله دي؟
هتفت غصون بغيظ قائله
=والله عال ما فضلش الا انتي يا ساميه…علي فكرة دي بنتي مش بنتك انتي يا هانم…وبعدين ما حصلش حاجه حازم ابن اختي جه وجدها وافق علي وجوده وسطنا والهانم خايفه علي نفسها من حازم مش عارفه ليه يمكن خايفه ليوقع الثقه بينها وبين غيث الله اعلم …بصوا انتوا كلكم اشكالكم بقت بتعصبني…انا خارجه يمكن الاقي حد بره احسن من خلقكم دي.
ابتسمت ساميه بمكر لانها علمت انها ذاهبه لضياء اللذي بكل تأكيد سوف يطردها بعدما اوصلت له كلامها عنه بالامس…اما قمر فقد اخذتها ساميه الي غرفتها لتهدئتها تبعتهم همس…ايضا ضحي اخذت خلود الذي ضايقها المنظر واختنقت منه

وذهبت الي الاعلي ليتبقي غالب وغيث الذي نظر اليه بغل وترك له المكان وخرج يندم علي ما فعله لانه بالاخير كان يتمني عندما مد لقمر يده ان تلجأ اليه فعلم انه من الصعب ان يكون قريب منها.
بعد صعود قمر وساميه الي غرفتها اخذت ساميه في تهدئتها ولكن قمر لن تهدأ ابدا خاصه بعد ظهور خلود…قصت علي ساميه كيف ظهرت خلود وكيف كانت علاقتها بغيث من ذي قبل فتفهمت ساميه حالتها وعلمت ان قمر تعاني من غيرة شديده علي غيث…فاطمأن قلبها نوعا ما…لانه بدايه الافصاح عن العشق الذي يرنو له غيث…وتأكدت ان ظهور خلود ليس مفاجئا لغيث بل كان مرتبا له من ذي قبل…هنا لمعت فكرة بخبيثه برأس ساميه وهي استخدام حازم لاثارة غيرة غيث…فهي تعلم غيث جيدا…ومنها تكون خطه لاقصاء حازم عن القصر…فاملت علي قمر الفكره التي رفضتها بالاول…وما سرعان ما وجدت قمر ان هذا هو الحل الوحيد لاعلان حرب الغيرة بينها وبين غيث\اتي المساء وفتحت قمر دولابها واستنقت منه كنزة بنيه داكنه واسعه للغايه وقصيرة تصل الي منطقه الخصر وبحمالات رفيعه وبنطال واسع باللون الاسود…سمعت زامور سياره غيث وعلمت انه جاء الي القصر ..واحست انه اول شئ سيفعله هو الصعود اليها للاطمئنان عليها بعد حاله الهستيريا التي اتتها اليوم…ركضت الي مراءة الزينه لتفرد شعرها الاحمر الهجرى علي ظهرها وتضع طلاء شفاه باللون النحاسي…وما سمعته يقترب من باب الغرفه حتي وضعت يدها علي المقبض متظاهرة بالخروج لينظر اليها بذهول فكيف تحولت حالاتها في ساعات …تقدم منها مما جعلها تتراجع للخلف فدلف واغلق الباب من وراءه قائلا
=علي فين يا قمرى…الجمال ده كله رايح فين…وبعدين ايه التحول الرهيب ده…كنا من شويه بنعيط وبنصرخ…الوقتي لبسنا وادلعنا وخارجين كمان.
ابتلعت قمر ريقها متصنعه القوة في صوتها وهي تقول
=بالعقل كده هلبس اللبس ده وهخرج بيه…وبعدين انا هديت خلاص وفكرت كويس وقلت كل واحد يعمل اللي هو عايزاه…انا كمان هعمل اللي انا عايزاه.
قطب جبينه وقال
=تعملي اللي انتي عايزاه ازاي يعني…تنزلي بالشكل ده وتقعدي تحت…هو ده اللي انتي عايزاه…طب مفكرتيش ان اللي انتي عايزاه انا ارفضه؟
جزت قمر علي اسنانها من اعتراضه قائله
=لا مفكرتش…انت مش من حقك ترفض…طالما انا عايزة كده…وبعدين ده بيتنا مفيهوش حد غريب…وبعدين ما الست هانم خلود قاعده تحت ولابسه لبس خليع اشمعنا هي؟
جذبها غيث من خصرها هامسا في اذنها كفحيح الافعي قائلا
=الست هانم خلود مش مراتي…انتي اللي مراتي يا هانم…واوعي تنسي ان الزفت حازم تحت…دلوقتي بقيتي عايزة تلبسي اللي علي مزاجك؟
تملصت قمر منه وربعت ذراعيها تتحدث بجديه قائله
=انا طول عمرى بلبس من يوم ما انت جيت مصر…انت بس اللي عينك مش بتشوفني …اصل معلش معذور يا عيني…مش قادر تنسي الست هانم..
تملك الغضب من غيث وخشي ان يفتك بها فرد بهدوء مصطنع قائلا
=طبعا انا مقدرش انساها…وانسي دورها العظيم انها رجعتني من جديد…في الوقتي اللي انتي نسيتيني فيه ونسيتي وعودك ليا…ولا ايه يا قمر.
نظرت له قمر بحزن لانها علمت لو اخبرته بامر خطاباتها لم يصدقها لانه يثق بخلود ثقه عمياء فهتفت بحزن قائله
=انت عندك حق…انا يمكن نسيت وعودي ليك…بس عمرى ما نسيتك…ولما عرفت انك جاي مصر…اجلت خطوبتي لشادي…ولما انت جيت اتشتت اكتر من الاول.
غيث بحزن علي حالتها قال
=ياااه يا قمر…للدرجه دي وجودي شتتك…كنت مفكر انك لما تشوفيني بعد السنين دي هتفرحي…وانت بنفسك اللي هترفضي شادي…مش تأجلي خطوبتك منه.
هتفت بصوت مبحوح قائله
=انا كنت بأجل في خطوبتي منه من زمان…بعد ما فقدت الامل فيكي وفي رجعتك…وتعبت اكتر لما عرفت انك كنت في حاله كويسه وعمرك ما فكرت تكلمني.
ابتسم غيث بسخريه قائلا
=اكلمك…وانت ما فكرتيش تكلميني ليه…مين فينا اللي كان محتاج للسؤال انا ولا انتي…مين فينا اللي اتعذب ببعده عن التاني …انا ولا انتي.
بكت قمر لانها لا تستطيع البوح بامر الخطابات وهتفت قائله
=انت…بس للاسف الظاهر ان القدر مرحمناش…وكان مكتوب علينا عدم التواصل الفترة دي…بس صدقيني مسير يجي يوم وتعرف انك عمرك ما فارقت تفكيرى.
هز غيث رأسه بالنفي قائلا
=حتي لو اليوم ده جه…عمرى ما هصدقك…انتي عملتي زيهم…مسحتيني بأستيكه…وللاسف ده كان زى اللي بيدبح بسكينه تيلمه…انتي حتي معندكيش دليل لكلامك.
اغمضت عينيها بمرارة قائله
=انا عندي دليل اني عمرى ما نسيتك ولا لحظه…وكنت مفكرة انك عارفه…بس اتضح لي ان الدليل ده حد خباه عنك…ومش عارفه مصلحته ايه.
حدق كثيرا فيها بعينيه قائلا
=الغاز بقا وكده…طب والله حلو بقيتي نييلي وبتقولي فوازير كمان…قمر مش ملاحظه انك بتحاولي تقولي اي حاجه وخلاص…علشان بس تبررى موقفك؟
هتفت قمر بصوت عالي قائله
=انا مش محتاجه ابررلك…انا لو كنت نسيتك كنت هقولك فعلا كده…لكن انا فعلا عمرى مانسيتك…وفضلت أسأل عليك ديما…بس انت عمرك ما فكرت فيا .
اغمض غيث عينه بمرارة قائلا
=عمرى ما فكرت فيكي…يا شيخه حرام عليكي…ده انا من كتر ما كنت بجيب سيرتك…وانا خاطب خلود…كنت بحس انها عايزة تنزل مصر تقتلك وترجع.
هزت قمر راسها بغضب وقالت
=ااه …قولتيلي بقا…خلود…جينا لمربط الفرس…وليه متقولش ان من غيرتها نزلت مصر وكذبت ان شقتها في التصليح علشان تيجي توقع بينك وبيني؟
هز رأسه لها بسخريه قائلا
=من ناحيه ان خلود بتغير منك فهي بتولع منك الصراحه…اما بقا حكايه شقتها دي…فانا عايز اقولك علي حاجه خلود كمعالجه نفسيه اكبر من انها تفكر التفكير المريض ده.
هزت قمر راسها بغضب قائله
=تفكير مريض…تمام…قصدك اني مريضه نفسيه…طبعا ما انا لازم اكون مريضه نفسيه…الكل عاقل وانا اللي مجنونه…هتقول ايه بعد ما شفت حالتي الصبح.
وجد صدرها يعلو ويهبط كثيرا وخشي ان تصيبها الهستريا من جديد فجذبها واودعها في احضانه حتي انها حاولت التملص منه ولكنه شدد علي خصرها بيده اليسرى وارتفعت يده اليمنه تربت علي ظهرها بحنان ورقه قائلا
=اصعب حاجه شفتها منك النهارده الصبح…اتحسرت علي نفسي لما مديت لك ايدي وانتي رفضتيها…ليه كده يا قمر…انا بحبك اوى…ليه بتعذبيني معاكي وانتي عارفه كويس اني بعشقك
انفجرت دموع قمر وظلت تمرمغ نفسها في صدره حتي هدأت ونامت وهي واقفه في صدره فحملها واودعها في فراشها وابدل ملابسه ونام بجوارها ناظرا الي جفونها الجميله التي انتفخت من اثر البكاء قاسما بينه وبين نفسه ان يذيقها السعاده بكل الوانها .

انتظرت خلود غيث بالاسفل كثيرا …لانه اخبرها ان تنتظره لاستكمال خطتهم..الذي اتفقا عليها في سهرتهم

.ولكن في الاول يصعد للاطمئنان علي قمر…ويأخذها ويهبط الي الاسفل لاستكمال خطتهم…وطبعا لان مواجهه قمر وغيث طالت وانتهت بنوم قمر في احضانه وعزوفه عن تركها والهبوط الي الاسفل…نام غيث بدون حتي اعتذاره لخلود…التي خرجت الي الحديقه لتنظر الي نافذة غرفتهم وجدتها مظلمه فتأكدت انهم ناموا…فزفرت حانقه لانها انتظرته كقيرا وملت من الانتظار…ايضا تولد اليها شعور الغيرة من قمر وكيفيه استخدام غيث لها…وفي الوقت نفسه لم يستطع احزان قمر لفترة طويله…ظلت تتجول في الحديقه الا ان شاهدت غصون وحازم وغصون تعطي تعليماتها لحازم فانتظرت حتي دلوف غصون الي القصر وظهرت لحازم مما ارعبه… نظرت اليه نظرة ارعبته وقالت

=فاكر لما قلتلك…ان كل حاجه لازم تقولها ليا …علشان لو وقعت انا كمان مش هارحمك…بس يا خسارة انا شفت الست غصون واقفه معاك…وسبتك فترة علشان تتصل تقولي وبرضه مصر تخبي.
ابتلع حازم ريقه وهتف متوترا وقال
=فترة ايه يا شيخه …دي الست لسه ماشيه حالا…يدوب اتنفست وفكرت في كلامها…ده انتوا ستات شياطين…تعرفي…انا قمر بدأت تصعب عليا.
حدقت خلود في وجهه قائله

=تصعب عليك…ما يصعبش عليك غالي…لاجل الورد ينسقي العليق…وبعدين كله بتمنه…بس بصراحه اضمنلك تخرج بالعمليه دي بفلوس…أنما همس استحاله.
اغتاظ حازم من كلامها لانه يعلم ان كلامها صحيح فقال
=عرفت يا ختي…بس انا هموت علي البت دي…المشكله مش في شادي…المشكله فيها هي شخصيا…البت سمعت انها حاربت اختها علشان تأخده.
ابتسمت خلود بخبث وقالت
=بصراحه عندها حق…الواد حلو اوى يا حازم…عارف لو مكنتش مرتبه علي غيث…كنت رتبت عليه…رغم ان همس شرسه…دي كانت هتأكلني لما شافتني سلمت عليه.
تنهد حازم وقال
=همس دي حته بونبونايه…انا بموت فيها من صغرى…بعشق لما كنت بعاكسها تقوم فقعاني قلم يلوحني…لا وكمان تروح تنده لغيث يضربني.
قهقهت خلود من الضحك وقالت
=عندها حق…الوقت بقا مش هتندهلك غيث وبس…لاااا…خد عندك غيث وشادي…ولا حمزة…ده لواحده ايده طارشه…ممكن تجيبلك حول.
زفر حازم بحنق وقال
=…المهم…سيبينا من الكلام ده…وركزى معايا…علشان تعرفي الست غصون مخططه لايه…حاجه كده لا علي البال ولا الخاطر..بحس ساعات انها مش أمهم.
سرد حازم علي خلود ما امرته به غصون ثم فكرت جيدا فيما سمعته…ورأت ان اللعبه التي خططت لها غصون ستفيدها في تنفيذ .مخططها هي الاخرى جيدا